ثم إن بني قريظة نزلوا على حكم رسول الله، فأمر بهم فكتفوا وجعلوا ناحية، وكانوا ستمائة، وقيل سبعمائة وخمسين مقاتلا، وهو الذي تقدم عن حيي بن أخطب. وفيه أن أبا سفيان لم يكن حاضرا في الحديبية، وحمل ذلك على أن ذلك كان من أبي سفيان بعد ارتحاله من الحديبية ينافيه ما قدمه هذا البعض أن عند ارتحالهم من الحديبية رفع السهم وجف القليب، فلما اطمأن رسول الله ﷺ أتاه بديل بن ورقاء وكان سيد قومه فإنه أسلم بعد ذلك يوم الفتح، فكان من كبار مسلمة الفتح في رجال من خزاعة وكانت خزاعة، مسلمها ومشركها لا يخفون عليه شيئا كان بمكة، بل يخبرونه به وهو بالمدينة، وكانت قريش ربما تفطن لذلك، فسألوه ما الذي جاء به؟ وكعب بن زهير فإنه أسلم بعد، وإنما أمر بقتله لأنه كان ممن يهجو رسول الله. ووقع في المواهب ما يقتضي أن البيعة كانت بعد الصلح، وأن الكتاب الذي ذهب به عثمان كان متضمنا للصلح الذي وقع بينه وبين سهيل بن عمرو، فحبست قريش عثمان، فحبس سهيلا، ولا يخفى عليك ما فيه. Th is h as been g enerated with GSA Content Generator DEMO.
وكان وصوله إلى بدر هلال ذي القعدة، وهذا لا يناسب إلا اقول بأن خروجه كان في شوّال، وكان ذلك موسما لبدر في كل سنة يحضره الناس ويقيمون به ثمانية أيام كما تقدمت الحوالة عليه. فأخبرته، فقال: كذبت يهود، كذبت يهود، زاد في رواية «لو أراد الله أن يخلقه ما استطعت أن تصرفه» وبهذا مع ما تقدم من نفي الحرج استدل أئمتنا رحمهم الله على جواز العزل مع الكراهة في كل امرأة سرية أو حرة في كل حال، سواء رضيت أم لا؛ وقال جمع بحرمته، قالوا لأنه طريق إلى قطع النسل، وفي مسلم ما يوافق ما قالته يهود. ومن ثم جاء «أنه خطب امرأة فأرسل عائشة لتنظر إليها، فلما رجعت إليه قالت: ما رأيت طائلا، فقال: بلى لقد رأيت خالا في خدّها فاقشعرت منه كل شعرة في جسدك، أي وفي لفظ آخر عن عائشة «فما هو إلا أن وقفت جويرية بباب الخباء لتستعين رسول الله ﷺ على كتابتها فنظرت إليها فرأيت على وجهها ملاحة وحسنا، فأيقنت أن رسول الله ﷺ إذا رآها أعجبته علما منها بموقع الجمال منه، فما هو إلا أن كلمته، فقال لها: سواقين مصر خير من ذلك، أنا أؤدي كتابتك وأتزوجك، فقضى عنها كتابتها وتزوجها» والملاح أبلغ المليح، والمليح، مستعار من قولهم طعام مليح: إذا كان فيه الملح بمقدار ما يصلحه.
قال: وفي هذه الغزوة جاءت امرأة بابن لها وقالت يا رسول الله هذا ابني غلبني عليه الشيطان، ففتح فم الولد وبزق فيه وقال: اخسأ عدو الله، أنا رسول الله، قال ذلك ثلاثا. أي وفي لفظ أنه لما جاء قال له ابنه: وراءك قال: مالك ويلك قال: والله لا تدخلها يعني المدينة حتى يأذن لك رسول الله، وتعلم اليوم من الأعز من الأذل: وفي لفظ: حتى تقول رسول الله ﷺ الأعز وأنت الأذل، فقال له: أنت من بين الناس، فقال: نعم أنا من بين الناس، وانصرف إلى النبي، وشكا له ما صنع ابنه ، فأرسل إلى ابنه أن خلّ عنه. فلما أدركته هذه السنة الجدبة هممتم بنحره وأكل لحمه، فقالوا: والله يا رسول الله قد كان ذلك، فقال لهم رسول الله ﷺ ما هذا جزاء المملوك الصالح من مواليه، فقالوا لرسول الله ﷺ: إنا لا نتعبه ولا ننحره، فقال رسول الله ﷺ: كذبتم، قد استغاث بكم فلم تغيثوه، وأنا أولى بالرحمة منكم لأن الله قد نزع الرحمة من قلوب المنافقين، وأسكنها في قلوب المؤمنين فاشتراه منهم بمائة درهم، وقال له: آمين، ثم رغا الثانية، فقال له آمين. هذا جمل يستعيذ بي على سيده يزعم أنه كان يحرث عليه منذ سنين وأنه أراد أن ينحره، اذهب يا جابر إلى صاحبه فأت به، قال جابر : فقلت لا أعرفه، قال: إنه سيدلك عليه.
ثم قال لقوم حسان: احبسوا صفوان، فإن مات حسان فاقتلوه به، فحبسوه، فبلغ ذلك سيد الخزرج سعد بن عبادة، فأقبل على قومه ولامهم على حبسه، فقالوا: أمرنا رسول الله ﷺ بحبسه وقال لنا: إن مات صاحبكم فاقتلوه. وعند تهيؤ المسلمين للخروج قدم نعيم بن مسعود الأشجعي، أي وكان ذلك قبل إسلامه ، وأخبر قريشا أن المسلمين تهيأوا للخروج لقتالهم ببدر، فكره أبو سفيان الخروج لذلك، وجعل لنعيم إن رجع إلى المدينة وخذل المسلمين عن الخروج لبدر عشرين بعيرا. وفي سيرة الحافظ الدمياطي : وكانت له راية سوداء مربعة من نمرة مخملة يقال لها العقاب، وكان له راية صفراء، ولواؤه أبيض دفعه إلى علي كرم الله وجهه وفيه أن ذلك اللواء يقال له العقاب. وكان من العظماء، كان يلبس الصوف ويأمر بالمعروف، وكان يرسل في كل سنة إلى بغداد عشرين ألف دينار تفرق على أولاد الصحابة. قال: بأبي وأمي أنت، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، لقد ظننت أنه لو كان مع الله إله غيره لما أغنى عني شيئا بعد، قال: ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟ وفي رواية قال؛ يا رسول الله كريمة لا تسبي وهذا فداؤها، فقال له رسول الله ﷺ: فأين البعيران اللذان عقبتهما بالعقيق في شعب كذا وكذا؟